26 - 06 - 2024

كلام والسلام | ارتاحوا !

كلام والسلام | ارتاحوا !

كان الله فى عون المصريين .. يملّون من الطفولة ، ويتمنون أن تمر سنواتهم البريئة بسرعة البرق ؛ حتى يعيشوا مثل الكبار ؛ ويتحملوا المسؤولية ويجمعوا الأموال ؛ ويحققوا المال والشهرة ! ويصبحوا مثل فلان أو علان.

ترن أصوت أبائهم فى آذانهم: هترتاحوا من دراستكم بعد أن تتخطوا زنقة الثانوية العامة. هترتاحوا بعد دراستكم العليا. هترتاحوا بعد أدائكم الخدمة العسكرية. هترتاحوا بعد الشغل. هترتاحوا بعد الزواج .

 وبين عشية وضحاها .. يكتشفون أنهم قد كبروا قبل الأوان ؛ ولم يعيشوا طفولتهم .. كما ينبغى لها أن تعاش !

يضيّعون صحتهم ليجمعوا المال ، الذى لا يسمن ولا يغني من جوع ، وتأخذهم دوامة الحياة والمعافرة والنضال ؛ إما تابعين نالوا كل شىء وخسروا أنفسهم ، أو معارضين خسروا كل شىء وفازوا بأنفسهم. أو ممن اختاروا أن يمسكوا العصا من منتصفها ؛ كافيين خيرهم شرهم وماشيين ليس جنب الحيط .. بل داخل الحيط نفسه ! .. فلا طالوا عنب اليمن ولا بلح الشام !

بعضهم يكافج ليفنى شبابه بلا طائل ولا عائد، وبعضهم يجمع الأموال أكواما أكوام ..ثم يصرفها ليستعيد الصحة! 

يفكرون بالمستقبل بقلق ، وينسَون الحاضر ، فلا يعيشون حاضرا ولا مستقبلا. 

يعيشون كما لو أنهم لن يموتوا أبداً ، ويموتون كما لو أنهم لم يعيشوا أبدا!

تمضي بهم الحياة وتفنيهم .. وأثناء رحلتهم فيها نسوا أن يعيشوها.

وبين الحين والآخر .. يعودون لأصوات آبائهم التى ترن فى أذانهم:

هترتاح بعد ما العيال تكبر، هترتاح بعد ما العيال يتجوزوا، هترتاح بعد المعاش.

الله يرحمهم .. ارتاحوا!
------------------------------
بقلم: خالد حمزة
[email protected]

 

مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | في رثاء من بلغ الستين!





اعلان